Abu.Huzaifa مراسلہ: 11 دسمبر 2011 Report Share مراسلہ: 11 دسمبر 2011 الحمد لله القائل في كتابه: إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ... نحمده ونصلي ونسلم على سيدنا محمد خير خلق الله وسيد المعلمين المعلم الأول وعلى آله وأصحابه الفقهاء والمحدثين ومن تبعهم في ذلك وغيره بإحسان إلى يوم الدين.. أما بعد: أعرفكم بإمام كبير من أهل السنة والجماعة في الهند ~*¤ô§ô¤*~*¤ô§ô¤*الإمام المجدد المحدث الفقيه الأصولي شيخ الإسلام أحمد رضا خان البريلوي الحنفي عليه رحمة المنان*¤ô§ô¤*~*¤ô§ô¤*~ ... له جهود كبيرة في إقامة شرعنا الحنيف ولا يختلف عالم منصف مع غيره بأنه مجدد عصره فرحمه الله تعالى أترككم مع ترجمته... نسبه : هو أحمد رضا خان بن محمد نقي علي خان بن محمد رضا علي خان بن محمد كاظم علي خان بن شاه محمد أعظم علي خان بن محمد سعادت يار خان بن محمد سعيد الله خان ... رحمهم الله. اسمه ولقبه : سمي وقت ولادته بـ " محمد " ، وسماه جده بـ " أحمد رضا " وهو الاسم الذي اشتهر به ، وأختير له اسم يوافق سنة ولادته بحسب الجمل ، هو (المختار) الذي يوافق السنة الهجرية التي ولد فيها ، وهي : ( 1272هـ ) وقد أخرج الإمام البريلوي سنة ولادته من هذه الآية المباركة : ?أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ? [سورة المجادلة : 22]. وقد لقب بألقاب عدة لما تميزت به شخصيته القوية الفذة من أوصاف نادرة، منها : " أعلى حضرت " وهذا هو اللقب الذي اشتهر به في شبه القارة الهندية من الهند ، والباكستان ، والبنغلاديش . أسرته وولادته : ولد في مدينة " بريلي " إحدى مدن الولاية الشمالية الهندية في 10 من شوال المكرم سنة (1272هـ /14 حزيران 1856م ) في سلالة معروفة بالفضل والشرف والعلم والتقوى ، تعود في أصولها إلى قبيلة (برهيج) الأفغانية التي كانت تقطن في مدينة (قندهار) ، وقد رحل أحد من أجداده محمد سعيد الله خان إلى (لاهور) في عهد الدولة المغولية الإسلامية ، وتولى مناصب مهمة في الدولة ، و أما حفيده مولانا محمد أعظم علي خان فقد اختار مدينة " بريلي " موطنا له ، حيث مولد الإمام ومدفنه ، وهكذا كان قد تولى بعض أصحاب هذه الأسرة مناصب مهمة في الدولة ، ولبعضهم سمعة طيبة في أوساط العلم والعلماء ، فقد كان أبوه مولانا نقي علي خان (ت 1297هـ ) - رحمه الله تعالى - عالما فاضلا ، كما كان جده مولانا رضا علي خان (ت 1282هـ ) - رحمه الله تعالى - عالما متقيا ورعا. نشأته وتعلمه : وقد أدت هذه الخلفية المتميزة الواعية لأسرته الراشدة ، وذكاؤه الخارق، وظيفة مهمة في تكوين شخصيته النابغة وعبقريته الفذة ، فقد حير عقول الرجال من حوله بمنجزاته العلمية منذ نعومة أظفاره ، حيث أنهى القرآن الكريم بالقراءة وعمره أربع سنوات ، ووقف على المنبر خطيبا وعمره ست سنوات ، وتخرَّجَ في العلوم الإسلامية في 14 شعبان سنة (1286هـ ) وهو لم يتجاوز الرابعة عشر من عمره، وبعد تخرجه في الدرس النظامي تصدر للإفتاء ، وبدأ بالتأليف والكتابة إضافة إلى التدريس ، وهكذا استمرت حياته إلى أن توفي تاركا لنا مآثر علمية ضخمة تنجزها المجامع العلمية ، ليس الشخص الواحد ، إلا الذي تغمده الله بفضله وكرمه . زيارته للحرمين الطيبين : في سنة 1294 هـ سافر الإمام مع والده المكرم إلى الزاوية القادرية "المارهرة المطهرة" من زوايا الهند المشهورة ليبايع الإمام سيدي الشيخ الشاه آل رسول الأحمدي المارهروي (نوَّرَ الله مرقده) ويأخذ منه الطريقة ، فما أن وقع نظر الشيخ على الإمام وافق على إعطائه الطريقة بدون التحري والامتحان خلافا لما كان المعتاد في حضرته ، وذلك لما لاحظه من تباشير الفضل والصلاح في جبين إمامنا الأغر الأسعد. وبعد تشرفه بهذا الشرف العظيم اتجه الإمام مع أبيه إلى زيارة الحرمين الشريفين في عام 1295 هـ . والتقى الإمام أثناء هذه الزيارة أكابر علمائها من أمثال الشيخ السيد أحمد دحلان وغيره ، واستفاد بهم. هذه هي المرة الأولى من زيارته ، وأما زيارته للمرة الثانية فقد كانت في عام 1323 هـ . وفي هذه الرحلة الطيبة ألف الإمام " الدولة المكية بالمادة الغيبية " ، و"كفل الفقيه الفاهم في أحكام قرطاس الدراهم" . وقد نال هذان الكتابان رواجا مقبولا في الأوساط العلمية ، وأثنى عليه علماء الحرمين وغيرهم ثناء عطرا. شيوخه وأساتذته : المدرسة الأولى لتربيته وتعلمه تتشكل من أبيه وجده اللذين كانا عالمين كبيرين وفاضلين جليلين ، فقد بذلا قصارى جهودهما في تثقيفيه وإبراز محاسنه الأخلاقية وقدراته الإبداعية ، حيث تفتقت قريحته ، واستثمرت جهودهما ، فلم يترك أفقا من الآفاق ، بل تطلع إلى كل أفق جديد ، إضافة إلى هؤلاء ، يذكر أنه استفاد من مرشده وشيخه في الطريقة سيدي الشاه آل رسول الأحمدي المارهروي ، وسيدي الشيخ مولانا أبي الحسن النوري المارهروي ، ومرزا غلام عبد القادر بيك، والعلامة عبد العليم الرامفوري ، فحسب من علماء الهند ، وأما من علماء العرب فقد تلقى بعض العلوم الإسلامية ، وأخذ الإجازة ، من أمثال الإمام الجليل الفقيه المحدث السيد أحمد بن زيني دحلان الشافعي المكي ، والإمام الشيخ عبد الرحمان بن عبد الله السراج المكي مفتي الحنفية ورئيس العلماء بمكة المكرمة ، والشيخ حسين بن صالح المكي وغيرهم - رحمهم الله جميعا. تلامذته : وكما كان إمامنا مجمعا فعالا في الكتابة والتأليف ، فألَّف ما يقارب ألف مؤلف ، كذلك كان مدرسة قائمة بذاتها ، تخرج فيها الفقهاء ، والمحدثون ، والدعاة ، والمفكرون ، من أمثال الشيخ حامد رضا خان الملقب بـ " حجة الإسلام " ، والعلامة مصطفى رضا خان الملقب بـ " مفتي الهند الأعظم " ، والمفتي أمجد علي الملقب بـ " صدر الشريعة " ، والشيخ محمد الكشوشوي الملقب بـ " محدث الهند الأعظم " والداعية الكبير الشيخ عبد العليم الصديقي الملقب بـ " مبلغ الإسلام " وغيرهم كثيرون ، وكل منهم يشكل مدرسة مستقلة . هذا ويذكر في تلامذته بعض الأعلام العرب الذين تلمذوا على يده ، وأخذوا منه الإجازة من أمثال الشيخ عبد الحي بن عبد الله الكتاني ، والشيخ أحمد الخضراوي المكي ، والشيخ السيد محمد سعيد المدني ، والشيخ عبد القادر الكردي ، وغيرهم – رحمهم الله تعالى. مؤلفاته : كان رحمه الله كثير الإنتاج ، غزير التأليف ، فقد يقال إنه ألف أكثر من ألف كتاب ما بين مؤلفات ضخمة ورسائل صغيرة ، وقد يكون في هذا القول نوع من المبالغة إلا أن الذي لا بأس في جزمه هو أنه معروف بكثرة التأليف وأكثر من ثلاث مائة كتاب من مؤلفاته متداول في الهند والباكستان والبنغلاديش ، ولهذا صح أن يلقب ب " السيوطي الثاني " في شبه القارة الهندية، ومن أشهر مؤلفاته " العطايا النبوية في الفتاوى الرضوية " في إثني عشر مجلدا، و" الدولة المكية بالمادة الغيبية " ، و"حسام الحرمين على منحر الكفر والمين" وغيرها . إلمامه بالعلوم والفنون : وكما كثرت مؤلفاته كذلك تنوعت ، فقد قيل إنه كتب في أكثر من خمسين علما وفنا، وفي أكثر من ثلاث لغات: العربية، والفارسية، والأردية. وقد تميزت مؤلفاته بالدقة ، والموضوعية ، وقوة الاستدلال ، وتلك واضحة لمن يطالع كتبه مدققا بإنعام النظر فيها ، ولا تأخذه أهواه التعصب والإنحياز . براعته في الفقه الإسلامي : وبجانب إلمامه بالفنون المختلفة وتضلعه من العلوم الإسلامية ، قد تميز بنبوغه في الفقه الإسلامي ، وبالأخص الفقه الحنفي تميزا واضحا ، فقد ألَّف في الفقه الإسلامي ما يربو على مئتي مؤلف ما بين مؤلفات ضخمة وكراسات صغيرة وتحمل كتبه هذه في ثناياها ميزات مهمة ، تميزه من غيره من الفقهاء ، منها : ندرة الاستنباط ، وقوة الاستدلال ، والإكثار من صور الجزئيات ، وإحاطتها بضوابط ، وغيرها من خصائص ، لا تخفى على من يطالعها . موفقه من التيارات الفكرية الهدامة : كان - رحمه الله تعالى - قوي المعارضة وشديد النكير على أصحاب البدع والمنكرات فقد قضى كل حياته منافحا عن بياض الإسلام ، ومدافعا عن حياضه ، ومتصديا لجميع التيارات الفكرية الهدامة ، سواء هبت ريحها من الغرب أو من الشرق ، حيث نراه يؤلف أكثر من ست رسائل في رد " القاديانية "، ورسائل أخرى في رد الطبيعيين ، وأخرى في غيرهم من أصحاب الملل والهوى . دوره في رد البدع والمنكرات : كما كان مرهف الإحساس ، شديد الوعي للتيارات الفكرية الضالة ، كذلك لم يغفل عما كان يجري في شبه القارة الهندية من أمور البدعة والخرافات والمنكرات ، فقد كتب رسائل كثيرة في هذه المجالات ، منها رسالته البديعة " جمل النور في نهي النساء عن زيارة القبور " التي كتبها غيرة على الأمة الإسلامية ، ليحافظ العتبات المقدسة من شر الفساد الذي بدأ يغزوها ، ولكي يضع حدا فاصلا بين مهرجانات الهندوس والمناسبات الإسلامية النقية الصافية ، وكذلك عنده رسالة في تحريم سجود التحية ، ورسالة أخرى في المنع عن أخذ " التعزية" ذكرى للإمام سيدنا الحسين - رضي الله تعالى عنه - وغيرها من الرسائل في رد البدع والمنكرات . الخصائص الأسلوبية العامة في مؤلفاته : لكل كاتب أسلوب ، ولكل أسلوب خصائص وميزات تميزه عن غيره، وخصائص أسلوب الإمام مما يمتاز عن غيره هي : أولا : قوة الاستدلال ، وندرة الاستنباط ، وحسن المحاضرة ، وغزارة الشواهد والأمثلة ، كأنه له نظرة عقاب يلتقط نصيبه من صعاب البحار . ثانيا : غاية الأدب والاحترام عند ذكر كلمة الجلالة حيث لم يذكر كلمة الجلالة " الله " إلا وأضاف إليه صفاته الأخرى مثلا " تعالى " أو " عز وجل " أو " الله رب العزة والجلالة "...إلخ . ثالثا : كذلك كلما جاء ذكر الرسول - عليه الصلاة والسلام - لا يقتصر على " ص " أو " صلعم " أو على أي نوع من المختصرات ، بل يصلي على جنابه الكريم بأكمل صورة ، وبكل أدب واحترام محبا صادقا . رابعا : كذلك لا يذكر أسماء الأولياء والصالحين مجردة عن الدعاء لهم ، بل يذكرهم ويدعو لهم بأكمل صورة غير مقتصر على المختصرات والرموز حسب مراتبهم ، مثلا " رضي الله تعالى عنهم " و" رحمهم الله تعالى " و" نوّر الله تعالى مراقدهم " وغيرها ، وذلك تحاشيا عن البخل في حقه – عليه السلام – وحق الصالحين – رضي الله تعالى عنهم . خامسا : يكثر من ذكر صفات وخصائل حميدة عند إتيان أسماء الأنبياء والصالحين استلذاذا واستعظاما لِما كان يفعم قلبه حبا ، وعقيدة ، وإجلالا غاية الإجلال ، وتكريما بحسن الحفاوة والاهتمام . سادسا : شديد التواضع مع نفسه ، فهو سيف بتار ، وقاهر جبار على المنكرين الملحدين ، وحليم متواضع مع نفسه ?أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ? [الفتح:29] ولا رأفة في قلبه ، ولا رحمة في سريره ، ولا ليونة في طبعه ، فهو أشد من الفولاد على من يتجرأ في جناب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بوقاحة أو أدنى جرأة يمس احترام النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - لما كان يفعم قلبه بحبه - صلى الله عليه وسلم . هذه وغيرها من الخصائص الأسلوبية التي توافرت في مؤلفات الإمام بوفرة ملحوظة مما يدل على أدبه وصدقه في حبه لله - عزَّ وجلَّ - والأنبياء والصالحين . وفاته ومدفنه : في مدينة " بريلي " حيث مرقده ، توفي - رحمه الله تعالى - في 25 من صفر المظفر سنة 1340 هـ / 28 من تشرين أول (أكتوبر) عام 1921م بعد حياة نسجت أياديها على ظهر الزمان خمسا وستين سنة ، فيها ورود مطرزة تتمتع بالحيوية والنشاط ، ونقوش مزخرفة تسر الناظرين ، فليكثر الله تعالى أمثاله ويخلد ذكراه ، ويجعل الجنة مثواه اقتباس Link to comment Share on other sites More sharing options...
تجویز کردہ جواب
بحث میں حصہ لیں
آپ ابھی پوسٹ کرکے بعد میں رجسٹر ہوسکتے ہیں۔ اگر آپ پہلے سے رجسٹرڈ ہیں تو سائن اِن کریں اور اپنے اکاؤنٹ سے پوسٹ کریں۔
نوٹ: آپ کی پوسٹ ناظم کی اجازت کے بعد نظر آئے گی۔